الأحد، 17 يناير 2010

ماهو صدق هالحكي ..

























يا عتمة الصباح التي تخلو منك .. لم تعد مسائاتي تتأخر ولم أعد وأخبء حكاياتي , أنا أجتر الفرح في كل أمر , تبكيني النكت المكتومة .. وأضحك على بكاء أخي الصغير .. أتنفس دخان المصانع وغربة المدينة وألف سجائرك القديمة لأحكي لها أني سوف أدمنها يوما ما وربما هي كذبة تشغلني .
برد الحديث يرسلني للسماء لأفكار ماقبل النوم التي أضيق عليها الخناق في كل مرّة ..
أمي تتركني أتدبر أمر البيت كسيدته .. مؤخراً أمي أصبحت ترى فيني عجوز قديمة يتآكل رأسها بهدوء قاتل ..
لا .. لست وحدي أنا أشعر أنك حولي بكثرة في كل مكان حدثتك فيه من قبل , كل مافي الأمر أني بحاجتك الآن أكثر من أي وقت مضى صوتي مسروق مني لا أتقن الحديث ولا حتى الضحك ولا البكاء كما هو حقيقة .
أحتاج أن أخرجك من رأسي حين يكون فارغاً إلا منك .. أحتاج أن أتخلى عن فريضة تخمينك وترك مساحة كبيرة لأتخيل كيف هو يومك ؟!
أحدث صديقاتي بشكل يومي أثرثر عن يومي بطريقة مربكة , أحاول أن أخبأك عن الحديث وفجأه : غدير حبيبتي وش فيك؟
أتذكر أن أمي تنادي فأغلقها فوراً .. كنت ومازلت أحتفظ بك بطريقة كنت تريدها .
أمرر أصابعي على أشيائي وأنغمس في فعل أي شيء بعيد عنك مثل أن أصنع كعك بالأناناس فأطير لحديث أمي عنه , أتشارك أنا وحمودي اللعب والحديث فأضحك [أموت] لأنه يخطط للزواج مني , أحدث خالي الصغير و (أعطيه جوه) في تحليل مباراة فيغلبني لأنه خالي , أنظر للأشخاص الساكنة عيونهم في أي إشارة توقفني وأختلق لهم مشاوير مفرحة ومخذولة ايضاً , أفتش في السوق عن فستان جديد لم أحكيه لك من قبل ..وأقف
لحظة ..... ماذا لو أنك تسمعني الآن !!
..... : ماهو صدق هالحكي !!
منذ يومين وأنا - أتحسن - بشكل أفضل .. أحاول أن أوازن بين أن أترك لي وقت لأفكر فيه بك , وبين وقت أمتعض منه بأن تشاركني أياه .