الجمعة، 30 أكتوبر 2009

فقط لو أن عينك لا تعكسني !



















أقف أمامك أخط حدودي في خارطة عينيك , الصبح يرقبنا .. كل الأشياء المحيطة تتنفسني معك ؛ الشمس المغمضة , العصافير التي تغني على سطح الجيران , العشب الذي يرقص بين قدميك كعاهرة مخمورة تجرك إليها , زهور اللافندر البنفسجية التي تنفث رائحة الغياب المشئومة , شجرة العنب التي إحتضنتني معك طيلة أيام مطر آذار , والتلة القريبة منا .. الوقت يرحل مع قطيع الدقائق التي هربت بسرعة قبل أن يقسم ظهرها ألمنا .. أنت تحكي الكثير .. وأنا تائهة جداً صوتك يدخلني في متاهات فيروز فأسكن , البحر الغائب عن مدينتنا كان معجون بنغماتها .. بصوتك .. و " أنا عندي حنين " , تتسرب الموسيقا بيني وبين عينيك .. تتسربل بيننا حتى تصل لقدمي فينتزعني قربي منك .
الأمنيات الصغيرة التي تبني نفسها حتى تصبح كجدار فاصل في لقائتنا كانت تسرع هذه المره توصلني لدرجة الصفر وأنت لم تتغير !
يااااااه ياحبيبي أنت جميل جداً ولأول مرة أنظرك ! فقط لو أن عينك لا تعكسني لو لو ......
لو أن الفقد المشحون بذكرياتنا يخفف وطأته .. لو أنك تبتعد عن جسدي قليلاً ليتسرب الهواء المخنوق .. لو أن الأسئلة التي تنهبني منك تلتعن !
لماذا عليّ أن أقيس المسافة في كل مرة وأنا أمامك ؟ لماذا على الطرق أن تخاف حين تجمعني بك ؟ لماذا على الساعة أن تتضجر وتموت بسرعة بيننا وتكسبني أنت تهمة قتلها ؟ والقمر الذي يمد تراتيله " زمان " أصبح يهرب للجهة الخلفية من الأرض حين أود أن أراك فيه .. فيييه !
المشكلة ليست في لقائاتك التي تتقن نقش ذكراها واحدة واحدة ويعرقلها الزمن , المشكلة جغرافيتنا الحيادية , تضاريسنا التي لا تظهر إلا مرة واحدة وتذوب !
خرائطنا يا صديق لم توثق بعد .. خرائطنا مبقعة بسذاجة سكبها مجتمع فاسد وأخفت معالمها .
بائع الخبز الذي يمر عنية بيننا يعلم كم هو وقح لذلك لا يلتف أبداً , هو أحمق على أية حال .
وصاحب عربة السمك النتن والذي يتمتع برخصة الدخول لهذه المدينة البعيدة عن موطنه ليقف بجانبنا يضحك بسنين قبيحين يجبراني أن أركن عيني فيك .. فيك لأن المحيط غبي فقط إلا منك !
كل النساء يشمون رائحتك يتجولون حولنا يتهامسون بك وتنتشر الفتنة ويكفر الخلق إلا أنا , المعلقة بك ..
كل الخطوط الحمراء تشتد كلما فتحت الشمس عينيها .. متى عليّ أن أنسى كوني ملكة وأن تنسى حقائبي رائحة السفر !
متى أستفيق على كتفك وأحكي كم أحبك كما لو أنني لا أخجل منك وكما لو أن الصبح العتيق يعود !
متى يزعج النوم أول ساعة من عيد ميلادك لأطرق نافذتك , ينفض الحمام رائحة الشتاء من على زجاجها ؛ وأقول : أنت من أشياء الجنة كل عام وأنت جنتي , أنت شيء مختلف كالصبح , كالملائكة كالمطر , كفقاعات الصابون بعيون الأطفال , وأنا أحبك وكفى .


الجمعة، 23 أكتوبر 2009

متى يا عزيز ؟












متى ينتهي أكتوبر .. متى يا عزيز ؟
سنة مرت .. وبنيت عتبات الغياب
يعود أكتوبر لينتشلني لصومعة الحزن , لعزيز الذي خطفه الموت بسرعة
للقبر الذي يحتضنه منذ سنه ..
س ن ه !
أتذكر العيد الذي سرقك الطريق منه .. أي عيد يا عزيز أي عيد ؟
أتذكرك يا عزيز جيداً حين تحكي .. حين تضحك .. وحين تغيب عن قائمة المتواجدين !
حين أغلقت منافذ الفرح .. وحين رُسم لنا خط أسود , حين قالوا " مات عزيز " .
حين تكورت الرياض وأصبح المكان ضيقاً .. ضيقاً جداً
عيد .. وموت .. وعزيز .. وشارع مشبع بدمك الطاهر يا فتى
ياااه أنا أبكيك كثيراً كثيراً ............. يا رائحة الجنة .

رحمك الله .. رحمك الله , عزيز .

لـ تكونو قريبين منه هنا , فالله يحبه كثيراً لذلك .. هو بعيد عنا .

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

هرب الصيف !




















-1-
هذه العطلة لم تكن سيئة !
ولا سعيدة بالمناسبة ..
هذه العطلة لم أركن نفسي في زاوية الغرفة وأنتحب أو ألعن الأيام المملة والموحشة أيضاً ,
بالرغم من أن كل ماهو غير متوقع أبداً يحصل بطريقة بشعة لي , أو ربما لأني لا أطيق معرفة الأشياء المختبئة بطريق الصدفة !
كما أنني لم أشارك في حفلات الرقص والغناء , ولا حتى الجلسات الكلاسيكية ..
وكنت أختصر الحديث بكثرة في أي مناسبة طارئة ..



-2-
أشياء صغيرة تكبر .. وأخرى صغرت أو لحقها موت الفجأة !
المهم أن التغيير كان سيد الموقف .
المواقف التي أتخطاها دون أن أنظر إلى أي مدى هي جميلة أو حتى قبيحة .. كلها كانت سريعة لا تستغرق شيء من عمري !
كنت أنت تختبء خلفها .. أشعر بذلك صدقني , لا تنكر !



-3-
رمضان حين مرّ بي كان يكهله الغياب , لم يتسنى لي أن أزيح التعب من كتفه ,
كنت أستند عليها بقوة لأبقيه !
ولأني كنت أحترق بهلع ..
ذاب .. فسقطت دون سابق إنذار !



-4-
في ظل غيابك كنت أثرثر كثيراً على أي شيء قريب مني وقت النوم ..
وقبل أن أضع النقطة , أرفع صوتي : " أعدك سأحكيها لك " , ربما تسمعني الجن فتوشيني لك لتقطع عقابات الغياب التي تمارسها بحقي !




-5-
يأتي العيد محملاً بضحكات الأطفال والفساتين القصيرة ومطر الأحاديث السنوية ورائحة البارود التي تستهوي المراهقين , تسرقني اللحظات بعيداً عنك ولا أثير أي إهتمام لأغيظ الوقت وإن كان الثاني هو مبرر للأول !
قضيتها بسرعة , ولم أكترث إن كانت فعلاً سُعدت بوجودي أو هي الأخرى لم تهتم .. المهم أنها إنتهت كسابقها .


-6-
الأغاني التي أعتادتني لم أشاركها صباحاتي كنت أغفو أو أغمض عيني بعيداً .. حتى لا تستفيق رائحتك فأبكي !
وحين يستهويني الحلم , أدس رأسي تحت الغطاء أتجاهل ندائات أمي .. أنام كثيراً .. وإن شئت أستبيح التمثيل لذلك !

-7-
أشتهي أن أسافر الآن .. وأن يرتخي حبل العطلة قليلاً فقط لأتنفس بصحبتك ليلاً حول أي شارع كنت تحلم بزيارته .. أو حتى على أي شاطئ نمرغ فيه الأيام المتعبه التي تناولتنا واحداً تلو الآخر .. وإن كان السفر محظور بك .. لنترك للنوم فرصة إستثنائية لأي شيء !



بقي أن أقول : هذه العطلة , كنت أشبة خزانة ملابسي .. مكتظة بالأشياء الجميلة , والتالفة أيضاً .


بالمناسبة , عزيز كبُر أتصدق سيصبح عريساً في ذي الحجة !

السبت، 3 أكتوبر 2009

ماتت الجنة !






















ماتت الجنة !
يتسكع الطيبون في الأرض التي تتنفس أقدامهم بشراهة لتخلق لهم جنة أُخرى ..
يتشردون في مواطن عِدة , دخان سجائرهم يلفهم , لا أحد يعرف الآخر إلا بقرع نعاله !
وانا لا أزال أسكن تحت جوز الهند أعزف لك أغنياتي القصيرة
أسربها لك بقارورة خمر مات صاحبها على حدود الشاطئ ..
وأتسائل , هل يصلك صوتي يا أنت ؟